كامل العتابي
انتِ في كل اوقاتنا، في أحداقنا، بين كلماتنا، وجهك كرغيف الخبز اليومي، لن ننساك في كل الايام،
هكذا أجابني ولدي حسين حينما سألته: هل تذكر امك ام نسيتها؟
فصرت أرد عليه::
تزورني كل حين، بيتنا بحجم قلبها المأسور بنا، فتحَت شباك الحياة فأزهر الصباح معها، وجهها القمري يحمل البشرى، لونه القرمزي يحث مشاعري، ضمت كتاباتنا بعينيها الناعستين،
أي جمال تحملين؟
يا سنا الوالهين،
لقد ماتت السبع والعشرين،
هل انت تسمعين؟
قالت نحلم كما تحلمون، اليوم تسلمت هديتي من قصص صغيرنا حسين، دعه فأن قلبه ندياً يكتب بأعواد الرياحين،
تطلعت في زوايا البيت، استلت ديوانا من الشعر فناولتني اياه، قائلةً اقرأ لي لأستمع لك،
قرأت::
مادفينه، ليش غبتي، ذكريات، ردتك ترد، كفافي الشوك، ماما رادت انشاء المعلمة، شلونه الليل يمك من يمر الليل، ياعين بسك دمع، ليش يجرحني دواي وآنه من علتي غناي، وهكذا….
ذرفت دموعها بغزارة، علقتها على منديلي، طبعت ْعلى خدي قبلة الأشتياق، وقفتُ جانبا، هممت بتقبيلها فمنعتني قائلةً دونك اني من عالمك آخر، جئتكم من بين الترب والآجر، وأيقضتني رحلة الدمع مبكراً…..
في ذلك النهار جاءني ولدي حسين ليقول:: في الليلة الماضية::
فزيت اعله حيلي أتهمس شكان
ولن العافيه المن هلي اشتميت
فزيت و دليلي أوياي لهفان
آه ياريحة أمي التارسه البيت…